تحريم التعدي على أموال المواطنين في المناطق المحرّرة من الارهابيين

السؤال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حفظ الله مرجعنا المفدى و اطال بعمره ذخرا للاسلام و المسلمين.

يلاحظ انه عند تحرير بعض المناطق من الارهابيين يترك الاهالي مناطقهم و ممتلاكتهم و عندئذ تقع احيانا عمليات سلب و نهب و حرق و تفجير في تلك المناطق و يتم نقل بعض الممتلكات من سيارات و اثاث و مواد غذائية الى مناطق اخرى على اعتبار انها غنائم حرب مع العلم انها للناس الذين تركوا منازلهم و ليس للارهابيين.

على حد فهمي ان ما يحدث فيه اساءة كبيرة للجهاد والمجاهدين و الى فتوى المرجعية الشريفة، ارجوا ان تنبهوا الناس على دلك.

و لكم خالص التحية و السلام.

ابنكم المخلص و خادمكم حيدر.

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لقد اكّدنا مراراً و تكراراً على حرمة التعدّي على اموال المواطنين في المناطق المحرّرة من الارهابيين و اوعزنا الى فضيلة العلامة الشيخ عبد المهدي الكريلائي دام علاه بـالتأكيد على ذلك في خطب الجمعة في كربلاء المقدسة، فذكره عدة مرات و منها في خطبة يوم 25 شوال 1435 باللفظ التالي:

(انّ الدفاع عن الوطن و المواطنين في مواجهة المجموعات الارهابية شرف كبير لا يناله الا ذو حظ عظيم، و قد اكّدنا اكثر من مرة على بالغ تقديرنا و اعتزازنا باخوتنا و أبنائنا في القوات المسلّحة و من التحق بهم من المتطوعين الذين يبذلون دمائهم و ارواحهم فداءاً لهذا الوطن، و لكن يبلغنا عن قليل ممن يحملون السلاح هنا او هناك قيامهم بممارسات خاطئة بل مدانة و مستنكرة في الاعتداء على اموال المواطنين و هناك حرمتهم و كرامتهم إننا اذ نكرّر ادانتنا الشديدة لأية ممارسات من هذاالنوع ـ و نؤكّد على ان الدفاع عن الوطن و مقدساته لا ينسجم مع الإعتداء على ايّ مواطن مهما كان انتماؤه القومي او المذهبي او السياسي ـ نطالب الأجهزة الحكومية المعينة ان تضرب بيد من حديد على ايّ متجاوز على أموال المواطنين و حقوقهم و لا سيما اذا كان يظهر بلبوس الدفاع عن الوطن و المقدسات. ان التسامح و المساهلة في القضاء على هذه التجاوزات حتى و إن كانت محدودة يستتبع عواقب غير محمودة بل بالغة الخطورة. أللهم قد بلغت فاشهد).

و مع ذلك نؤكّد مرة اخرى فنقول: ان اموال المواطنين في الأماكن التي تدخلها القوات الأمنيّة من الجيش و المتطوعين اوغيرهم ليست (غنائيم حرب) و إن (فرهود) المنقول منها و اتلاف غير منقول حرام حرام، و له آثار بالغة السوء على التعايش السلمي بين أيّها النّاس ـ و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.

11-3-1346